التحقيق لجريدة الديار
———————-
في العام 1996 انتخب نادر بسمة لأول مرة عضواً في اللجنة الادارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة برئاسة الرئيس الراحل انطوان شارتييه. وبدأهذا الشاب الجنوبي رحلته في الميدان الاداري للاتحاد وواكب عدداً من العهود في اتحادات كرة السلة من شارتييه الى الرئيس جان همّام وصولاً الى انتخابه في 21 كانون الأول من العام 2013 نائباً للرئيس في عهد الرئيس الشاب المهندس وليد نصار. وسرعان ما كسب بسمة احترام الوسط الرياضي عامة ووسط كرة السلة خاصة فعمل مع زملائه لخدمة اللعبة التي احبها منذ نعومة اظفاره باخلاص فاقتصر عمله الرياضي الاتحادي على اتحاد كرة السلة مع العلم انه قادر ان يشغل مناصب في اتحادات أخرى نظراً لعلاقاته الوثيقة مع الجميع الى جانب كفاءته. ونادر بسمة رجل هادئ لا يحب المناورة في كلامه وهو صريح حد السيف لا يجرح ابداً لكنه يوصل رسالته بهدوء وتروّي بعيداً عن روح التحدي والعنتريات.
كسب هذا الشاب ثقة واحترام الوسط الرياضي عامة وكرة السلة خاصة اذ لم نجد لهذا الرجل اعداء فحتى خصومه ان وجدوا فالاحترام له يكون حاضراً وسيد الموقف. لا يحب نادر بسمة اللف والدوران فمواقفه واضحة مما جعلة محط ثقة لدى الجميع. ففي عهود كرة السلة التي مر فيها منذ منتصف تسعينيات القرن الفائت كان حضوره فاعلاً. نادراً ما يغيب نادر بسمة عن جلسات اتحاد كرة السلة وحتى في حال اعتكف فتراه على اتصال مع اركان الاتحاد فالقضية ليست شخصية ابداً. اذا سألت اعضاء اتحاد كرة السلة الحاليين والسابقين عن نادر بسمة فالجواب واحد : الحاج نادر «خيرة الأوادم». فخلال جلسات اتحاد كرة السلة لا يفارق القلم والورقة اذ يدوّن كل شيء بحذافيره من دون زيادة او نقصان.فنادر بسمة رجل يعرف باللياقات واقل دليل على ذلك مرافقته رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة «الديناميكي» المهندس وليد نصار من المنصة الرئيسية الى المكان المخصص لالقاء كلمته خلال حفل افتتاح دورة حسام الدين الحريري العام الفائت في قاعة صائب سلام الرياضية في المنارة وهذا ما جعل نصار يقول يومها ويردّد حتى ايامنا هذه «الحاج نادر رجل وفاء ومبادئ».
لم نر ابداً نادر بسمة يطلق اتهامات ظالمة بحق احد بل وفي حال اراد توجيه رسالة فطابعها يكون هادئاً. هذا هو اسلوبه صراحة.نادر بسمة قليل الكلام على المنابر وفي حال أعطي له الكلام فيتّبع اسلوب «خير الكلام ما قلّ ودل» وآخر كلامه المقتضب خلال استقبال بعثة منتخب لبنان للرجال (التي كانت برئاسته) الأربعاء الفائت في صالون الشرف التابع لمطار رفيق الحريري الدولي حيث نوّه بانضباط البعثة اللامحدود وقال يومها «شوفوا حالكم بهالشباب». اذا سألت اعضاء البعثة عن نادر بسمه فالجواب يأتيك: الحاج نادر خواجا وقاد البعثة باحترافية وقيادة الأب لأبنائه. لا وجود للطائفية في قاموس نادر بسمة. فالطائفية بعيدة كل البعد عن نادر بسمة القادم من مدينة صور مدينة العيش المشترك. اذا حمل عليه احد يبتسم الحاج بسمة ويمرّر الأمر بهدوء. فهو لا يهوى المشاكل والتحديات.
كما ان بسمة لم يدخل العامل السياسي والطائفي في عمله الاتحادي فهو من موقعه يخدم عائلة اللعبة في كل ارجاء الوطن بغض النظر عن اي تيار سياسي او انتماء طائفي لهذا النادي او ذلك.
نادر بسمة من الكادرات الرياضية البارزة في الوسط الرياضي اللبناني:عمل احترافي، كف نظيف ، شفافية لافتة. انها سمات نادر بسمة القادر على تبوء مناصب رياضية اعلى في المستقبل فاختيار نادر بسمة من مرجعيته هو قرار صائب مائة في المائة.
اخيراً ما زلت أذكر ما قاله لي وزير الشباب والرياضة السابق الدكتور سيبوه هوفنانيان على هامش لقاء صحافي مع «الديار» عن بسمة بعد حضوره مباريات منتخب لبنان للرجال في كرة السلة خلال نهائيات كأس العالم في مدينة انديانابوليس الأميركية في ايلول من العام 2002 حيث التقى الرجلان في الملعب وفي الفندق مرات عدة: نادر بسمة طاقة رياضية يجب استثمارها….
كلام صحيح يا معالي الوزير…