احياء الذكرى ال 14 لمجزرة قانا باحتفال حاشد عند اضرحة الشهداء

تصوير: رضوان مرعي
_______________

أحيت حركة “أمل” واللجنة الوطنية لتخليد شهداء قانا واتحاد بلديات صور، الذكرى السنوية ال 14 لمجزرة قانا التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في عدوان نيسان 1996 وسقط فيها 106 شهداء، باحتفال حاشد أقيم عند أضرحة شهداء المجزرة في قانا، حضره ممثل الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل وعقيلة الرئيس بري السيدة رندة عاصي بري والنواب علي خريس، علي فياض وعبد المجيد صالح، ممثل دار الفتوى الاسلامية المفتي الشيخ محمد دالي بلطة، ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى المفتي الشيخ حسن عبد الله، الاب وليم نخلة، الناطق الرسمي الأسبق لقوات “اليونيفيل” تيمور غوكسيل وحشد من رجال الدين وممثلين عن الاحزاب اللبنانية والفصائل والقوى الفلسطينية والجمعيات الاهلية والنقابية ورؤساء المجالس البلدية والاختيارية والجمعيات، الهيئات النسائية في الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية بالاضافة الى ذوي الشهداء وحشد من جميع المناطق اللبنانية.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ونشيد حركة “أمل” عزفته الفرقة الموسيقية في كشافة “الرسالة الاسلامية”، وقدم للاحتفال علي درباع.
والقى رئيس اللجنة الوطنية لتخليد شهداء قانا والجنوب النائب عبد المجيد صالح كلمة دعا فيها الى محاسبة “جنرالات الحرب والمجازر الصهيونية”، سائلا: “اين العدالة الدولية تجاه ما جرى من مجازر وما يجري اليوم في فلسطين المحتلة”؟ ودعا الى “وقفة ضمير لوقف العدوان على أهلنا في فلسطين”.
ثم ألقى رئيس بلدية قانا محمد عطية كلمة باسم اتحاد بلديات صور.
وتحدث بعده الأب وليم نخلة فاعتبر ان “الجبروت الاسرائيلي قد تحطم وتكسر في عام التحرير عام 2000 وفي عام 2006 بفضل المقاومة، التي يجب ان تستمر لتدافع عن الوطن”، معتبرا ان الغرب “لا يدافع عن لبنان وعن الاوطان ولا يردع العدوان الاسرائيلي سواء كان في لبنان او في فلسطين التي تتعرض لأبشع أنواع الاجرام، في وقت تتحدث اميركا فيه عن حماية الامن الاسرائيلي وتزود العدو بالاسلحة الفتاكة التي ارتكب فيها المجازر”.
المفتي دالي بلطة ثم ألقى مفتي صور والجنوب الشيخ محمد دالي بلطة كلمة استذكر فيها المجازرالاسرائيلية في لبنان وفلسطين وقال: “ان تمادي العدو الاسرائيلي في عدوانه يؤكد ان السلام العادل مفقود وان المزاعم الدولية واهية، كما يؤكد ان البندقية وحدها تحفظ الكرامة والاستقلال وتعيد الحقوق المغتصبة الى أصحابها”.
أضاف: “في الوقت الذي تستمر اسرائيل بالعدوان والتهجير والقتل، نرى العالم يبحث عن شبكات الارهاب في غير مكانها وفي غير دوائرها، فالارهاب الحقيقي يتمثل بالثنائي المجرم اسرائيل واميركا”، داعيا العرب الى “موقف صلب وواضح يتعدى الاسف والادانة لان الصمود والتصدي لا يتحققان الا بتأمين المقومات وعناصر الثبات ليبقى اخوتنا الفلسطينيين في ارضهم”.
المفتي عبدالله ثم ألقى مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله كلمة رأى فيها ان مجزرة قانا وعلى رغم دمويتها “الا انها جسدت العيش المشترك في الموت وفي الحياة معا وبعثت برسالة الى جميع اللبنانيين بان مصيرنا واحدا”، مثنيا على الدور “الوطني الواحد الذي قام به اثناء المجزرة الرؤساء الياس الهراوي والشهيد رفيق الحريري والرئيس نبيه بري ومعهم المقاومة وكل الشعب اللبناني الذين ظهروا في مظهر وحدوي”، مؤكدا على ان هذه هي “الروحية الوطنية المطلوبة اليوم لمواجهة الاخطار الاسرائيلية بدل الجدل المرفوض حول المقاومة التي ستبقى تشكل الضمانة الحقيقية لحفظ الوطن”.
ودعا الى “وقف هذا الجدل والى حفظ المقاومة كي يبقى النصر حليفنا والعزة والكرامة مصونة في بلدنا”. وفي الختام دعا المفتي عبد الله الفلسطينيين الى “الوحدة في ما بينهم وجمع شملهم لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي لا يفرق بين فصيل وآخر”.
السيدة بري والقت السيدة رندة بري كلمة جاء فيها:
“نعود الى قانا لنقف امام محكمة الشهداء لنستخلص منهم الدروس والعبر ولكي نؤكد لهم ان السنوات وان طالت وان اختلال المعايير الدولية واختلاط المفاهيم لن تجعلنا ننصرف عن احلامكم وعن ارواحكم التي ازهقت غيلة وغدرا وحقدا، ولنؤكد باسم دمكم الذي وحد لبنان وباسم الدمع الذي ذرف على مساحة الكون ان هذه الوحدة التي عمدتموها بدمكم واستشهادكم لن يقوى عليها احد مهما امتلك قوة وسنحميها برموش عيوننا.
نعود اليكم اسما اسما لنقول لمن يجتهد في الداخل ويكابر في التفتيش مستنسخا في أوراقه القديمة عن هوية اعداء لبنان، نقول لهم تعالوا الى قانا واقرأوا الاسماء على شواهد القبور حيث يرقد المسلم الى جانب المسيحي لتعرفوا ان من كانت اسرائيل عدوه فهي عدو كاف لتجعلنا نقلع عن سياسة التفنن في افتعال الازمات وخلق اعداء وهميين للبنان وانسانه”.
تابعت: “نعود اليكم ايها الشهداء الاحياء في القلب والعقل والذاكرة والوجدان كي ننعش من تصدأت ذاكرتهم والذين وفي ذروة الصلف والعنجهية الاسرائيلية والغطرسة الاسرائيلية وفي زمن الاحباط والتخلي عن الثوابت والقيم الا في من ندر، يريدون منا ان نتخلى عن عناوين قوتنا التي كسرت إرادة المشروع الاسرائيلي. نقول لهم يكفي اذا لم تمتلكوا الجرأة لزيارة أضرحة شهاء قانا والمنصوري، يكفي ان تقرأوا اين وكيف ومتى قتل هؤلاء لتكتشفوا ان من قتل هؤلاء عدو غير مأمون الجانب ولا يمكن الركون اليه وهو لا يفهم سوى منطق المقاومة ومنطق الثبات والتمسك بالارض”.
وقالت: “ان ما جرى في قانا قبل اربعة عشر عاما وما أعقبه قبل أربع سنوات ونيف على مساحة لبنان وجنوبه على وجه الخصوص من حجم للقتل والتدمير الاسرائيلي وما شهدناه في قطاع غزة منذ ما يقارب السنة كل ذلك يجب ان يدفعنا اكثر من اي وقت مضى الى التوقف مليا عند الطبيعة العدوانية التي تنتهجها اسرائيل في عدوانها المتواصل على لبنان وعلى فلسطين وكل مقومات الحياة فعندما نقول عدوانا متواصلا فانني أعني بذلك مواصلة اسرائيل لخروقاتها اليومية لسيادة اجوائنا ومياهنا وحدودنا واستمرارها بالامتناع عن تسليم خرائط الالغام والقنابل العنقودية التي خلفتها في ارضنا والتي تمثل احتلالا مقنعا للارض اللبنانية، فاسرائيل التي احترفت فن قتل الطفولة على النحو الذي حصل في قانا والمنصوري والنبطية الفوقا وفي قطاع غزة، وكيانا احترف قتل الانبياء وتدنيس المقدسات المسيحية والاسلامية في لبنان وفلسطين لا يمكن مواجهته بسياسة دفن الرؤوس في الرمال وبسياسة التشظي على المستوى الوطني، انما تكون المواجهة بالوحدة وتوحيد النظرة حيال من هو العدو الحقيقي للوطن ومن هو الصديق”.
اضافت: “عندما نأتي الى قانا ونلتقي في حضرة الشهداء نأتي ونلتقي من اجل الذاكرة والحقيقة، من اجل ان لا يتحول الشهداء الى مجرد ارقام فتصبح مجزرة حولا مجرد رقم لمئة شهيد ومجزرة قانا مجرد رقم لما يزيد عن مئة شهيد بلا اسماء او عناوين او حياة طفولة. ونأتي ايضا من اجل حقيقة ما جرى، لا بل كل الحقائق المتصلة بحروب اسرائيل ضد بلدنا وضد المدنيين، الحقيقة التي لا يجب ان تنسى حول استشهاد الطفلة الرضيعة مريم عباس جحا والطفلتين زينب وحنين والحقيقة المتصلة باستشهاد ابتسام اليوسف في بلدة سحمر مع اطفالها ريما ورنا ولارا والحقيقة المتصلة باستشهاد فوزية العابد واطفالها السبعة نور وندى وعلي ومحمد ولولو. الحقيقة المتصلة بمجزرة قانا الاولى والثانية ال 1400 شهيد الذين سقطوا في تموز 2006 وما جرى من محاولة طمس معالم هذه الجرائم بما يعني إبقاء اسرائيل دولة إرهاب دولي فوق الشبهات. واستمرار معاملتها كاستثناء لا تطبق عليه القرارات والاتفاقيات الدولية والمعايير الدولية”.
تابعت: “وعليه، ومن اجل ان نحفظ الذاكرة ونبقى دائما نعمل من اجل الحقيقة ندعو الى إنشاء مركز للمعلومات متخصص بتسجيل جرائم الحرب الاسرائيلية وبارهاب الدولة في اسرائيل. كما ندعو الدولة اللبنانية وحكومة الوحدة الوطنية الى إعادة تحريك ملف مقاضاة اسرائيل وقادتها العسكريين كمجرمي حرب امام المحاكم الدولية، لا سيما ان الاخوة الفلسطينيين استطاعوا تحقيق إنجاز قانوني دولي في هذا المجال من خلال تقرير”غولدستون” فلتتابع الحكومة اللبنانية هذا الملف حتى النهاية ولو لمرة. ولا أعتقد ان هناك قضايا سيادية أهم وأغلى من السيادة على دماء ابنائنا وأرواح ضحايانا الذين قتلوا بدم بارد وفي اسلوب غير مسبوق ومع سبق الاصرار والترصد. نعم هناك اولويات اقتصادية ومعيشية وانمائية وسياسية وانتخابية لكن هذا الامر ايضا أولوية، فعندما نستهين ونفرط بحقوقنا وبدماء ابنائنا اعتقد اننا نكون بذلك نبقي الابواب مشرعة امام القاتل كي ينقض علينا مجددا.. كي يمعن بالمزيد من القتل وارتكاب المزيد من الجرائم”.
النائب خليل واخيرا ألقى النائب علي حسن خليل كلمة باسم الرئيس نبيه بري دعا فيها الى “اعتماد الاستراتيجية التي أطلقها الرئيس نبيه بري والاسراع في رسم الخطط التي تترجم هذه الاستراتيجية تكاملا بين الجيش والمقاومة، لان محاولات التعمية الاسرائيلية من خلال إثارة مسألة تزويد المقاومة بالسلاح في لبنان هي للتغطية على المشروع الاسرائيلي وعلى الجرائم التي ترتكب في فلسطين، وهي للتبرير وخلق المناخات من اجل عدوان جديد يحاول العدو ان يحضر له على المستوى الدولي وغيره وهذا يكشف نوايا اسرائيل في الاستمرار في تخريب أمن واستقرار المنقطة”.
أضاف خليل: “من على أضرحة الشهداء نقول ان من حق لبنان ان ينسج وان يعزز قدراته الدفاعية بكل الوسائل والامكانيات لان التهديد هو من اسرائيل وترسانتها وليس من السلاح الدفاعي الذي يحمي لبنان ويجعله منيعا”، مضيفا “ان الدول التي منعت على الجيش اللبناني ان يتزود بالاسلحة القادرة على مجابهة اسرائيل وعلى ردع عدوانها هم الذين يحاولون اليوم ان يبرروا وان يتجاوزوا حق لبنان في ان يمتلك القوة والاسلحة التي يريد”.
تابع: “ان العالم لا يريد لنا ان نبني جيشا بأعتدة رادعة، لهذا علينا كلبنانيين ان نعمل من أجل بناء استراتيجية سياسية تتجاوز النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية من خلال تبني ما طرحه الرئيس نبيه بري الى تطوير العلاقة مع الشقيقة سوريا وعدم مقاربتها من زاوية التشكيك بالاتفاقيات، لان من يعرف دور سوريا في إعادة بناء الجيش اللبناني الوطني الضامن للاستقرار الداخلي يعرف ان الاتفاقيات التي وقعت وان معاهدة الاخوة كانت لمصلحة لبنان، فالمطلوب لعب دور التكامل مع سوريا في معركة الصمود ونحتاج ايضا الى استراتيجية اقتصادية واجتماعية وإنمائية تنطلق من بحث جدي على أبواب الموازنة ومن خلال الموازنة لإعداد رؤية للدولة والحكومة للمرحلة المقبلة”.
ودعا النائب خليل الى ان “لا نبقى نسير على وقع ردود الفعل في معالجة قضايانا الاساسية والمطلوب صياغة رؤية وطنية حقيقية تعمل الحكومة على تنفيذها”، معتبرا ان حكومة الوحدة الوطنية “قادرة اليوم على صياغة هذه الاستراتيجية الاقتصادية اذا ما تعاطت بشكل جدي”.
ودعا ايضا الى “مقاربة الملف الفلسطيني بروح جديدة والتوجه نحو البحث الجدي في الحقوق المدنية لأهلنا الفلسطينيين وتنظيم العلاقة معهم بدل ان نبحث عن خلق المناخات التي تقفل الابواب على الإشكالات الداخلية”، رافضا “التشكيك بمؤسسة الجيش اللبناني”.
وحول الاستحقاق الانتخابي البلدي قال النائب خليل: “ان تحالف حركة “أمل” وحزب الله يستند الى مناخ تكرس خلال الاعوام الماضية ووصل الى مستوى التحالف السياسي على كل المستويات”، مضيفا: “نريد لهذا الاتفاق ان يعكس ارادة الناس في تشكيلاتهم السياسية والعائلية لتأتي المجالس البلدية ليس لحركة “أمل” وحزب الله فقط بل مجالس تعبر عن خيار أهلنا في الالتزام بالقضايا الوطنية، كما ان هذا الاتفاق والتحالف هو رسالة ودعوة لتقديم العام على الخاص”.
وختم النائب خليل متوجها الى الفلسطينيين في داخل فلسطين داعيا الى “عدم الرهان على الموقف الاميركي في وقف الاستيطان، لان اميركا هي الراعي الحقيقي للمشروع الاسرائيلي”، داعيا كذلك الى “انتفاضة جديدة في كل فلسطين، لان ما نواجهه اليوم هو أخطر من الاحتلالات والاجتياحات التي مرت ومن يفقد هويته لا يبقى له شيء في الوجود”.
وكان سبق الاحتفال مسيرة ضخمة لكشافة “الرسالة الاسلامية” جابت شوارع بلدة قانا وتقدمها حملة الرايات والصور المجسدة لواقعة المجزرة. كما وضعت أكاليل عدة على أضرحة شهداء المحزرة.
هذا وأقامت حركة “امل” مساء أمس مجلس عزاء حسيني على أضرحة الشهداء. تلاه المقرىء الشيخ حيدر المولى وأضاءت كشافة “الرسالة الاسلامية” الشموع على الاضرحة في حضور فاعاليات وحشد من الاهالي وذوي الشهداء.

Recovered_JPEG Digital Camera_13254 Recovered_JPEG Digital Camera_13255 Recovered_JPEG Digital Camera_13256 Recovered_JPEG Digital Camera_13257 Recovered_JPEG Digital Camera_13258 Recovered_JPEG Digital Camera_13259 Recovered_JPEG Digital Camera_13260 Recovered_JPEG Digital Camera_13261 Recovered_JPEG Digital Camera_13262 Recovered_JPEG Digital Camera_13263 Recovered_JPEG Digital Camera_13264

شاهد أيضاً

فوز جديد للنهضة عين بعال على التوفير بنتيجة ٣-٢

فاز نادي النهضة عين بعال على نادي توفير بنتيجة (٢/٣) في المباراة التي أقيمت اليوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.